El MaSrY المدير العام
عدد المساهمات : 88 تقييم العضو : 0 تاريخ التسجيل : 09/05/2013 العمر : 34 الموقع : احلى كافيه
| موضوع: من رواية عَبَرَتٌ وعِبِرٌ الاجتماعية الدرامية الواقعية للكاتب مولود بن زادي لندن الأحد مايو 12, 2013 2:48 pm | |
| <blockquote class="postcontent restore "> الحنين إلى الوطن مقدمة من رواية عَبَرَتٌ وعِبِرٌ الاجتماعية الدرامية الواقعية مقـدّمة الرّواية وفيها حنين تجاه الوطن الأم وهذه من سمات الأدب المهجري الذي نكتبه بعيدا عن أوطاننا الحبيبة
كَتَبْتُ أكبر جُزْء مِن روَايتي هذه في بِلادِ الغُرْبَة في بريطانيا حَيْثُ سَارَ بي القَدَرُ ورَسَت سَفينَتي فألْقَيْتُ بِها الْمَرَاسي وثَويت وكَتَبْتُ قِسْماً آخَر منها في وَطَني الجزائر الذي سَيَبْقَى ذِكرُه حَيّاً في قَلْبي، سَاريا في دَمي ،جَارِياً في ذَاكِرتي، مَا طَالَت وامتَدَّتْ بي غُرْبَتي مَا أنا بِنَاسٍ أبَداً ذَلِكَ اليَوم الحَارّ من أيامِ شَهْرِ جوان 1991 عندما رَكِبْتُ طائرَةَ الخُطُوط الجويّة الجزَائِرية في طَريقي إلى لندن إلى دِيَارِ الغُرْبَةِ بعيداًعن الأوْطَان والإخْوان تُمَزِّقُني لوعَاتُ الحَنين وبَاقياتِ الأشْجان أخَذَت الطّائرَةُ تَسْتَعِدّ تَدريجيّا لِلإقْلاع فانْطَلَقَت من موقفها ورَاحَت تَشُقُّ طَريقَها بِبُطءٍ على أرْضِيَةِ المطار بِاتّجَاهِ مدرج الطّيَران اقشَعَرَّ جَلْدي تأثّراً وأنا أنْظُرُ من نافذة الطّائِرة فأرى مَبْنى مَطار بِلادي يَتَباعَدُ أمام بَصَري شَيْئاً فشيئا كانت تِلك لحَظةَ الفُراقِ عن الوَطَنِ الذي كان في نَظَري الأُمَّ الحَنونَ التي نَشَأْتُ وتَرَعْرَعْتُ في أحضَانِها ورَضعْـتُ من ثَدْيِ حنانِها واستَقَيْتُ بِزادِها وهاأنا اليومَ أودِّعُها وأشُدُّ الرِّحَالَ عنها لم أتَمَالَك فانهَمَرَت العَبَرَاتُ من عَينيّ لِفُراقِ بلادي نَظَرْتُ ثَانِيةً عَبْرَ غِشَاءِ الدُّموعِ الذي كان يَحْجُبُ بَصَري فَلَمَحْتُ صُورَةَ والدتي وهيتُذْرِفُ الدَّمْعَ عليّ في لَحْظَةِ الوَدَاعِ فشَعرتُ بِشَوْقٍ رهيبٍ إليها فتَساءلْتُ في وَجَلٍ كيف أستطيع أن أصْبر أو أن أعيش سَعيدا وأنا عنها بعيد؟ فزاد ذلك الشُّعُورُ عينيّ جُودا وزاد قلبي تعاسة وزاد نفسي دمارا دَخَلَت الطّائرةُ أخيراً مدرجَ الإقلاع فازْدَادَ صَخَبُ محركاتها مُشِيراً إلى حينونةِ لَحْظَةِ الارتفاع والوَداع فانْطَلَقَتِ الطّائرَةُ بأقصى سُرْعَتِها على المدرج ثم ارتقَتْ في الجوّ وأخذَتْ شيئاً فشَيْئا طريقها شمالا فوق البَحْرِ بَعيدا عن أرْضِ الجزائر أرْض بلادي رَحَلَتِ الطّائرَةُ وهي تَحْمِلُ على مَتْنِها فتىً تُبَلِّلُ وَجْهَه الدُمُوعُ وتَحْرِقُ فُؤَادَهُ نَارُ الحنِينِ إلى الأهْلِ والأحِبَّةِ والوَطَن </blockquote> | |
|